الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الى هالة المالكي : الصوت وحده لا يكفي

نشر في  30 جويلية 2018  (22:22)

 "بنسوار قرطاج" بتحية بسيطة ألقتها على جمهورها الذي تحول بأعداد محترمة نهاية الأسبوع الفارط الى المسرح الروماني بقرطاج، استهلت نجمة برنامج "ذو فويس" الفنانة التونسية هالة المالكي حفلها الخاص ضمن فعاليات الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي قبل أن تفتتح سهرتها بأغنية "والله نحبك" مصحوبة بفرقة موسيقية بقيادة المايسترو "أحمد الشايبي" ..

هالة المالكي التي أعادها برنامج "أحلى صوت" الى الأضواء بعد أن أفل نجمها طيلة 10 سنوات، رفعت شعار "ما يريده الجمهور" فأمتعته على مدى ساعتين بباقة من الأغاني تضمنت جديدها الذي لم يتجاوز الأغنيتين، وعددا من أغاني عمالقة الفن الجميل اضافة الى بعض الأغاني الغربية التي يحبها جمهورها، دون أن ننسى أغانيها القديمة التي لم تسنح لها الفرصة لأداءها في السابق على المباشر .

ولئن بدى الارتباك جليا على نجمة "ذو فويس" منذ الوهلة الأولى، فان المالكي سرعان ما تجاوزت دهشتها، حيث فاجئت الجميع بأن وجهت دعوة الى زوجها الجالس في الصفوف الأمامية لترقص معه على ركح قرطاج الطانغو على ايقاع "صولو" لعازف الأكرديون "رامي درقاش"، ولعل تفاعل جمهور قرطاج مع هالة المالكي ومطالبته اياها بأغاني معيّنة دفعها للتحرّر أكثر والخروج من جلباب "الالتزام الفني"، والغناء بأريحية حيث أدت وصلة طربية تتضمن عددا من الأغاني الكلاسيكية من بينها "من غير ليه" لموسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب"، "على عيني" و"ليالينا" لوردة، كما غنت لماجدة الرومي "عم يسألوني عليك" و "باشتقلك ساعات" لسميرة سعيد، و"قال جاني بعد يومين" لسميرة سعيد. وبطبيعة الحل حضرت كوكب الشرق لأم كلثوم بمقطع من "للصبر حدود" .

هالة المالكي التي سبقت وصرحت لموقع الجمهورية، أن الفنان ليس مطالبا بتقديم انتاج فني جديد، اقترحت على جمهورها أغنية أنتجتها سنة 2002 لم يسبق لها أن أدتها على المباشر  بعنوان "خليك معانا" من كلمات بشير اللقاني وتلحين أمين القلسي. ومن جديدها غنت "عمري يا فنان".

وكما رقصت مع زوجها على ركح قرطاج، لم تفوت هالة المالكي الفرصة لشكر مديرة أعمالها ألفة بواب، التي أهدتها أغنية بمناسبة تزامن حفلها القرطاجني مع عيد ميلادها، من جهة أخرى نشير الى أنه ولئن بدت نجمة ذو فويس على سجيتها وغنت بأريحية تامة فان هذا لم يمنعها من التعبير عن امتعاضها من رداءة الصوت في أكثر من مناسبة، الأمر الذي دفعنا للاستفسار عن الأمر ليتبيّن أن المالكي لم تكلّف نفسها كغيرها من الفنانين عناء الحضور للتمارين "البروفات" ولعل نقص الخبرة وانعدام التوجيه هو ما دفع "فنانتنا "للتغاضي عن هذه الأمور الهامة .

وبالعودة الى الحفل نذكر أن ضيفة الدورة 54 من مهرجان قرطاج الدولي خصصت جزءا من سهرتها لأداء وصلتها الغربية حيث غنّت بصوتها المخملي "when i need love" الذي غناها للمرة الأولى "leo sayer" سنة 1976 وأغنية "Perhaps" لدوريس داي، و"Sway" لدين مارتن، قبل أن تختم حفلها كما افتتحته بأغنيتها "والله نحبك".

وللأمانة نقول ان حفل هالة المالكي ـ  التي انتظرنا منها الكثير ـ  مرّ مرور الكرام دون ترك أيّ بصمة تذكر، حيث بان بالكاشف أنها لم تستعد جيّدا لهذا الموعد، ولم تول هذه الفرصة التي قدمت لها على طبق من ذهب أهمية كبرى، فغاب الحضور الركحي و وانعدمت الرؤية الاخراجية لهذا العرض الذي شابه غيره من العروض التي قدمتها هالة بالمهرجانات الصغرى، كما كان حريا بها ان تصنع الاستثناء او ترفض دعوة المهرجان وتتريثّ لسنة أخرى قبل اعتلاء ركح في عراقة ركح قرطاج.

ختاما نهمس لهالة المالكي  قبل فوات الآوان أن الفنان ليس صوتا فقط بل انتاجات فنية تضمن له الاستمرار في ساحة فنية البقاء فيها للمجتهد وليس للأفضل صوتا، كما ننصحها بتكليف من يوّجه لها النصح خاصة من الناحية الاتصالية وهذا ليس بالبدعة حيث أن جلّ نجوم الفن بالعالم يعوّلون على مختصين في الاتصال يظهرونهم في صورة جيّدة أمام وسائل الاعلام والجمهور، كما لا يفوتنا أن نذكرها باحترام مواعيدها مع وسائل الاعلام حيث تأخرت هالة المالكي عن ندوتها الصحفية لأكثر من نصف ساعة، اضافة الى تعمدها التغيّب عن البروفات ونقول للنجمة العائدة بعد غياب قبل انتهاء جولتها الصيفية وعودتها الى مكان اقامتها خارج حدود الوطن أن الفن هو التزام أيضا . 

سناء الماجري